عالم النحل و أسراره

يقسم هذا الموضوع إلى ثلاثة محاور رئيسية، نقوم بدراستها دراسة علمية نبين فيه علاقة النحل بالبيئة المحيطة به و فائدته منها. نبين أيضا البنية المورفولوجية و البيولوجية للنحلة, ثم في الأخير نعرج على كيفية تربية النحل و دراسة سلوكه و البعض من أسراره. المحاور هي :

النحل

الفهـــــــرس

المحور الأول

المحــور الثـانـي

مواضيع ستتبع قريبًا

  • دراسة البنية التشريحية للنحلة
  • الأفراد الموجودة بالخلية
  • لغة الإتصال بين الشغالات
  • الحضنة
  • منتجات خلية النحل

المحور الثالث

  • تربية النحل

المحور الأول:

النحل و علاقته بالبيئة (المحيط الطبيعي)

لمحة تاريخية

من المعروف أن نحل العسل يتبع العالم القديم، إذ وجد على الحالة البرية في قارات آسيا و إفريقيا و كذا أروروبا

أما النحل الموجود في القارتين الأميركيتين و استراليا فقد أدخله المستوطنون الذين استعمروا تلك المناطق بعد اكتشافها. تدل الحفريات أن نحل العسل كان موجودا قبل ظهور الإنسان على وجه الأرض, و تأخذ من الجبال و جذوع الأشجار سكنا له. كان الإنسان البدائي يقتل النحل ليجمع العسل، و لا زال بعض سكان الغابات الإفريقية يقومون بالسطو على نحل العسل الذي يسكن الأشجار القديمة والمجوفة، و يحددون مكان النحل بواسطة أنواع الطيور و التي تهاجم النحل و تتغذى عليه. تسمى هذه الطيور بالطيور المرشدة.

النحل

من المؤكد أن بداية إستئناس و تربية النحل قد ظهرت في الحضارات القديمة. وجدت نقوش

في المعابد الفرعونية تعود إلى 2600 قبل الميلاد تبين طريقة تربية النحل قديما عن الفراعنة. بالرغم من أن علم البلايونتولوجي (علم دراسة حفريات بقايا النباتات و الحيوانات) وضح الكثير من تاريخ التطور في الحشرات، إلاّ أن السلوك لا يمكن حفظه على اشكال حفريات.

و هناك إرتباط وثيق بين نشوء و تطور نحل العسل و بين ظهور النباتات المزهرة، فقد عثر

 في صخور العصر الطباشيري على الكثير من حفريات هذه النباتات، إلاّ أنه من المؤكد الآن، أن تطور نحل العسل عن أسلافه أشباه الدبابير قد ظهر في أواخر العصر الطباشيري  منذ حوالي (80) مليون سنة، و لازالت الكثير من الأسرار عن تاريخ و تطور نحل العسل عبر التاريخ  لم تكتشف بعد. و لم تظهر تطورات كبيرة على تربية النحل إلاّ بعد أن اكتشف القسيس الأمريكي لانجيستروث  المسافة النحلية التي يتركها النحل كممر بين اقراصه،

و تبلغ هذه المسافة 7.8 ملم و على أساس هذا الإكتشاف, صنع خليته المشهورة بإسمه لانجيستروث  سنة 1852 و كانت أول خلية بها دراويز (إطارات) معلقة و متحركة يفصل بين كل منها مسافة نحلية ثابتة.

علاقة النحل بالبيئة (المحيط الخارجي الطبيعي)

عِلاقة النحل بالبيئة حميمية, لا يمكن لهما أن يفترقا. و هذه العلاقة لم تنشأ من فراغ، حيث يساهم النحل بنسبة حوالي 75 % من عمليات التلقيح الخلطي للنباتات محققا زيادة تتراوح بين 20 – %50 حسب نوع النبات، و يساهم بشكل فعال في الحفاظ على التنوع الحيوي البيئ.

النحلة حشرة إجتماعية فهي تزدهر و تتكاثر بشكل جيد في الظروف المناخية الجيدة و الخالية

النحل
حبوب اللقاح فوق جسم النحلة

من التلوث. و تتراجع بشكل واضح و سريع في الظروف السيئة.

فالعلاقة بين النحل و النباتات عِلاقة منفعة متبادلة يأخذ خلالها النحل الرحيق و الطلع اللازمين لغذائه و يعطي النباتات الخصب.

و هنا لابد من الإشارة إلى أن بيئتنا غنية بتنوع قلّ مثيله حيث تنتشر في برارينا أنواع عديدة

من النباتات الرحيقية و الطلعية التي تؤمن مصدرا غذائيا ممتازا للنحل فيما لو أستثمرت بشكل جيد و تمت حمايتها من التدهور أو الإنقراض .

و هنا لابد أن نشير إلى أن حماية التنوع الحيوي النباتي مهمة و طنية تقع على عاتق كل مواطن شريف حريص على وطنه و أرضه.

كيف تتم عملية تلقيح الأزهار

تعتمد الزهور في ذلك على نواقل مختلفة لنقل حبوب اللقاح، و تشمل هذه النواقل الرياح، الماء، الطيور، و الحشرات و غيرها من الكائنات التي تزور الأزهار. تسمى بالملقحات 

عادة ما يكون التلقيح نتيجة غير مقصودة لنشاط الحيوان على الزهرة، إذ غالبا ما يتناول الملقّح أو يجمع حبوب اللقاح بحثا عن البروتين و العناصر المغذية الأخرى،

أو يرتشف الرحيق من الزهرة، عندما تلتصق حبوب اللقاح بجسم الحيوان، و عندما يزور الحيوان زهرة أخرة للأسباب نفسها، تسقط حبوب اللقاح على الميسم, ما يؤدي إلى

لتلقيح-النباتي-بواسطة-النحلة

عملية تكاثر ناجحة.

بعد إنتقال حبوب اللقاح إلى الميسم تنبت حبة اللقاح و تنتج أنبوب اللقاح الذي يتشكل على السطح اللازج للميسم و يمتد إلى بويضة النبات، و يمكن أن ينتج عن ذلك مايلي :

  •      إخصاب ناجح للزهرة و نمو للبذور و الفاكهة.
  •      أو إخصاب جزئي فقط بحيث لا تتطور البذور و الفاكهة بالكامل .
  •      أو فشل تام في عمليتي التلقيح و التكاثر.

التركيب الضوئي

مفهوم التركيب الضوئي

كيف تتم عملية البناء الضوئي

هي عبارة عن عملية كميائية معقدة تخص النباتات ذات الأوراق الخضراء، تهدف إلى تحويل الطاقة الضوئية الملتقطة إلى طاقة كميائية وفق المعادلة التالية.

Co2 + 2h2o    =   ( ch2o) + o2 + h2o

تتأثر عملية التركيب الضوئي بعدد من العوامل الخارجية، و من ذلك شدة الضوء، و تتناسب سرعة حدوث عملية التركيب الضوئي مع شدة الضوء طرديا، إذ تزداد سرعة العملية بوجود ضوء كاف. 

النـسـغ

هو محلول مائي يجري في سيقان و جذور النباتات، و يوجد في الوقع نوعان من النسّغ هما:

  • النسـغ الناقـص ( الخـام)

يتكون من الماء المشبع بالمواد المعدنية، و يتحرك في جذور النبات إلى أوراقه

من خلال طبقة في الجذع تسمى الخشب.

  • النسـغ الكامـل ( المتحـوّل)

يتكون من الماء المشبّع بغذاء النبات، و يتحرك هذا النوع داخل سيقان النبات و من خلال طبقة تسمى اللحاء حاملا الغذاء إلى أجزاء النبات التي تستهلكه

أو تخزنه، و هو أكثر لزوجة لإحتوائه كميات كبيرة  من مركبات عضوية سكرية بصورة

خاصة، يتكون في النسج الخضرية و الإدخارية، و تنقله الأنابيب الغربالية

الرحيـق

هو سائل مائي سكري تفرزه الغدد الرحيقية ويتكون من المواد التالية

  • الماء  60  –  70 %

السكريات 30  –  40 %

و هي من العناصر المهمة فيه، الأحماض الأمينية و مواد أخرى بنسب ضئيلة جدا مثل الزيوت، فيتامين، و مواد مضادة للأكسدة، مواد زيتية، فوسفات و مواد طيارة

عمـلية تشكيـل الرحيـق

يتشكل الرحيق بواسطة غدد رحيقية في النباتات الزهرية ، و تقع هذه الأخيرة (الغدد) في قاعدة الزهرة. حيث تقوم بتحويل النسغ إلى رحيق

النحل

فوائد الرحيق في الدورة البيـولـوجـيـة للنبات

يضحي النبات بجزء قليل من النسغ و كذلك طاقته

النحل

من أجل تشكيل الرحيق، و ذلك من أجل جذب الحشرات لزيارتها. تدخل هذه الأخيرة داخل الزهرة قصد إمتصاص الرحيق في قاعدتها، أثناء الولوج يحتك جسمها بالأعضاء التكاثرية النباتية الذكرية

إذ تنتقل حبوب اللقاح الملتصقة ( المعلقة ) بجسمها و تسقط على زهرة أخرى عند الزيارة لها على الأعضاء التكاثرية الأنثوية  ( الميسم ) و تحدث عملية التلقيح .

تستفيد الزهرة من هذه العملية بتلقيحها و النحلة في إمتصاصها للرحيق  (عملية تبادل المنفعة ) .

المحــور الثـانـي

دراســة النـحلــة

تصنيف النحل

يصنف النحل حاليا تحت التصنيف التالي:

  • المملكة          :     حيوانية
  • الشعبة           :     مفصلية الأرجل
  • الطائفة          :     الحشرات سداسية الأرجل   
  • الرتبة            :     غشائية الأجنحة
  • الرتيبة           :     ذوات الخصر
  • الفصيلة          :     النحلية
  • القبيلة            :     أبيني                  apinae
  •  الأسرة         :      أبيني                         apini                      
  • الجنس         :       نحل                         apis                          
  • النوع         :       نحل العسل                        mellifera

النحل مجموع النحلة، فهي حشرة تنتمي لرتبة غشائية الجنحة. و من نوع نحل العسل لكثرة إنتاجها للعسل و من منتجاتها كذلك الشمع و البروبوليس (الكعبر) و السم تعيش في مجتمعات  تعاونية ضخمة.

يعتبر نحل العسل من أهم و أشهر أنواع النحل نظرا لإستفادة الإنسان من العسل الذي تنتجه بكميات قابلة للإستهلاك و التغذية.

كما يعتبر النحل بشكل عام من أكثر الحشرات نفعا، نظرا لمساهمتها في تلقيح الأزهار

أنواع سلالات النحل

سلم ترتيب النحل يكون حسب كمية إنتاجها للعسل و كذلك أصل بلدها الأول، إذ نجد في الجزائر نوعان هما

  • نحل العسل التلي
  • نحل العسل الصحراوي أو ما تسمى بالنحل الأصفر

أما في أوروبا القريبة من الجزائر نجد (5) أنواع من نحل العسل و هي:

  • النحل الأسود المشترك
  • النحل الإيطالي
  • النحل النمساوي
  • النحل القوقازي
  • النحل الهجين

دراسة بنية النحلة

الدراسة المورفولوجية  (الشكل الخارجي)

يتبن لنا عند الدراسة البنية المورفولوجية للنحلة أنها تتكون من الأقسام التالية:

الرأس

يقع في مقدمة جسم النحلة و يحمل رأس النحلة في الأعلى نوعان من العيون و هي :

  • العيون المركبة

تتكون من آلآف من العدسات المتصلة ببعضها، يبلغ متوسط عددها عند الملكة حوالي 3900 عدسة (عوينة)

عند الشغالة حوالي 6300 عوينة

أما عند الذكر حوالي 13000 عدسة

تستخدمها النحلة في الرؤية لمسافات بعيدة عندما تكون خارج الخلية. و في رؤية الضوء فوق البنفسجي الذي لا تراه عين الإنسان.

و هذه خاصية تميز الحشرات (النحلة) و يمكنها من رؤية ألوان بعض الزهور التي لا ترى إلاّ تحت الضوء فوق البنفسجي.

  • العيون البسيطة :

هو النوع الثاني الذي تمتلكه النحلة ن و تتواجد في أعلى الرأس و عددها ثلاثة، إثنان علويتان و واحدة سفلية.

تستخدمها النحلة في رؤية الأشياء القريبة و التمييز بين النور و الظلام   

  • قرون الإستشعار

يوجد في مقدمة الرأس قرني إستشعار تستخدمها النحلة في تحسس الأشياء و تذوقها و شم الروائح .

  • الفـم

يوجد أسفل الرأس و يتكون من الأجزاء التالية

الفكان:  يوجد فكان قويان يستخدم للقطع و المضغ و تشكيل الشمع

الخرطوم طويل في الشغالات و قصير في كل من الذكور و الملكة، له طرف يشبه الملعقة  يتواجد في أسفل الرأس، تستخدمه الشغالات في إمتصاص رحيق الأزهار.

اللسان: يقع بين الفكين

توجد عند الشغالة غدتان لإفراز الغذاء الملكي الذي يسيل منهما داخل تجويف الفم، فتمد الملكة خرطومها لإمتصاصه، و لا توجد هذه الغدة عند الذكور، أما الملكة فتوجد عندها و لكنها غير نامية لا تؤدي وظيفتها.

الصـدر

يحمل صدر النحلة أدوات الحركة و الطيران و التوصيلات التي بين الرأس والبطن

و يوجد فيه ما يلي:

  • الأجنحة

هي أربعة أجنحة رقيقة و شفافة، جناحان على كل جانب من جانبي الصدر.عندما تطير النحلة فإنها تصدر صوتا مميزا يسمى (الأزيز)

و توجد عضلات قوية تستخدمها كمحركات للأجنحة، تستطيع النحلة أن تحرك أجنحتها بسرعة كبيرة جدا تبلغ نحو أربعمائة مرة في الثانية

  • الأرجل

يوجد أسفل الأجنحة ست أرجل، ثلاث منها على كل جانب من جانبي الصدر. و يحمل الزوج الخلفي من الأرجل سلتان لحبوب اللقاح في الشغالات فقط.

تتنفس النحلة بواسطة شبكة دقيقة من الأنابيب المتشعبة في جميع أنحاء جسمها تسمى بالقصيبات الهوائية، فيما يمر الهواء الضروري للتنفس دون أن يدخل من الثغور التي توجد في الصدر.   

البطن

بطن النحلة طويل و مدبب في الملكة، قصير و مدبب في الشغالة، عريض و مستدير في الذكور.

فهو يتكون من غلاف مقسم إلى تسع حلقات قابلة للإمتداد و الإنقباض.و تحمل بداخلها عدد من الأجهزة المهمة للنحلة منها:

  • جهاز إفراز الشمع
  • جهاز إفراز الرائحة التي تميز بها النحلة أفراد طائفتها .
  • جهاز إفراز السم، أداة اللسع،
  • الجهاز الهضمي،
  • الجهاز التناسلي المعد لوضع البيوض، يكون ناميا جدا عند الملكة و ضامرا عند الشغالات.
  • كيس العسل ( حويصلة العسل ) 

و هي عبارة عن معدة إضافية تخزن فيها النحلة الرحيق الذي تمتصه من الأزهار بخرطومها، كما يوجد في هذا الجزء الخلفي بعض الغدد التي تصنع الشمع المهم لبناء الخلية.

و في نهاية البطن يوجد طرف مدبب تستخدمه النحلة في حماية نفسها و خليتها من الأعداء و هي أبرة اللسع.

تخلو أجسامها من الغدد التي تصنع الشمع،لذلك فهي لا تصلح في بناء الخلية و لا القيام بمهام الحراسة

عن Yazid

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *