الهجرة السرية ظاهرة كانت موجودة دائما في بلادنا. لكن الحراقة ظهرت بقوة في الآونة الأخيرة إلى ما هو أبعد من الخيال.
فلو خطب رئيس أي بلد أوروبي و قال مرحبا بأهل شمال إفريقيا عندنا ، الأبواب مفتوحة لكم .هل يبقي احد عندنا ؟ كلا ودون أ ن أكون مخطئا لايبقي في بلادنا أحد فيخرج الشيوخ قبل الشباب و النساء قبل الرجال و الكبار قبل الصغار .
ما هو السبب ؟ هل هي نزهة علي قارب خشبي أو رحلة سياحية علي أمواج البحر ؟ إنهم يبحثون عما هو مفقود في بلادنا.
إن القضية أبعد من أن تكون قضية إقتصادية أ و مالية . هناك موارد شغل وإن كانت مقتضبة و قليلة والإنسان يستطيع أن يسترزق في بلاده فلا ننكره. لكن لا تنحصر في موارد الشغل فقط في التوظيف أو حرفة أو أن يكون الإنسان عاملا يوميا .القضية أبعد من هذا.
القضية تتعلق بحقوق الإنسان المفقودة، بكرامة الإنسان المهدرة ، هذا هو الصحيح.
حين يعيش الإنسان ذليلا تحت أنظمة قمعية، إستبدادية ، دكتاتورية،لاحق لك أن تعبر. ولا حق لك أن تنتقد ،ولا حق لك أن تختار، ولا حق لك أن تبدي رأيك . يعيش الإ نسان مهمشا علي هامش الخريطة.
فحين إذا فقد الإنسان كرامته و ديست إنسانيته بالأقدام ، بعد ذلك تهون الحياة، و لا يبالي بعد ذلك أن يلقي بنفسه في عرض البحر، إما أن يعيش عزيزا أو يموت كريما
مثل ماقالوها قديما عيش حرا أو مت.