هذه قصة من مجموع القصص من التراث الأمازيغي، التي أقوم بجمعها ونشرها في هذا الموقع.
هي قصص قديمة.
أحاول بهذا العمل إحياءها وتقديمها لزملاءي القراء للاطّلاع والتعرف أكثر على التراث الأمازيغي.
كانت تحكى على الأطفال مساء كل يوم للتسلية و إستخلاص المعاني من سلوك وأفعال الكبار.
اليكم قصة العصفور و العقرب
يحكى في هذه القصة أن هناك عقرب خرج ذات صباح للبحث عن طعام لصغاره. طال به البحث
في البراري أين يجده، وكان يمشي دون قصد أو تفكير في المخاطر التي سوف تصادفه.
قطع مسافات طويلة، غايته الحصول على طعام يسود جوع صغاره الذين تركهم في الحجر.
مضى الوقت وتغير الطقس دون أن يشعر بذلك. بدأ المطر يتساقط، وتزايدت كميات التساقط.
صعبت عليه عملية البحث و الإصطياد، ورودته فكرة الرجوع إلى صغاره ولوكان فارغ اليدين.
أثناء الرجوع وجد في طريقه إحدى السواقي مملوءة بالمياه الجارية. صعب عليه الاجتياز،
فوقف على حافتها حائرا على ماذا سيفعل.
رأه عصفور كان على غصن شجرة بقرب الساقية، فسأله مابك يا عقرب؟ وبماذا تفكر؟
رفع العقرب رأسه إلى الأعلى فرأى عصفور فوق الشجرة.
فرد عليه، هذه الساقية تركتها في الصباح جافة، أما الآن فهي مملؤوة بالمياه يصعب إجتيازها،
تيار الماء فيها كبير.
ووجدتني أفكر في صغاري الذين تركتهم في الحجر، وكيف سأصل إليهم.
قال العصفور إذا أردت المساعدة فهو أمر سهل علي لا يكلفني كثيرا.
وافق العقرب فورا على الاقتراح.
إقترب منه العصفور وأخذه بمنقاره ليجتاز به الساقية. أثناء الطيران لمس ذيل العقرب جسم العصفور، فورا أدخل إبرته فيه ولدغه،
شعر العصفور بالألم يدب فيه. نظر حوله فلم يجد أي شيء إلاّ العقرب.
أدرك في الحين بأن العقرب غدره
صاح العُصفور، ويحاك يا عقرب ….
ماذا أنت فاعل؟ إنك تؤلمني ….
وسوف تسبب لي هلاكا أكيد.
قال العقرب، ماذا تريد مني أن أفعل، ألا تعرف بأني عقرب ألدغ كل من يقترب مني دون تمييز.
أجابه العُصفور: لكن ساعدتك على عبور الساقية و الالتحاق بصغارك سالما.
قال العقرب ماذا تنتظر أن تجده عندي، تربيت على اللدغ وزرع السم في جسم كل من يقترب مني.
لا أستطيع تغيير طبعي، مهامي اللّدغ ثم اللّدغ وفقط.
خلاصة القول
أن من تربى على المكر والخداع لا يستطيع تغيير طباعه ويصبح أمينا.
مثلما قيل قديما من شبّ على شيء شاب عليه.
اعجبتك قصة العصفور و العقرب؟
اقرأ قصصنا: