يحكى أن ذئبا طلب من الأسد أن يتعاونا فيما بينهما أمور الحياة،
فقال له الأسد، كيف تريد أن نتعاون. إذا صيدت تأكل معي، و إذا مت فتكون أول من يأكلني.
وعده الذئب بأن يكون وفيا له، و يتعاونا معا في الصيد و أمورهم.
تم الاتفاق بين الإثنين، و كانا يترافقان أينما ذهبا.
ذات يوم مرض الأسد فلم يعد يقوى على الصيد، فقال للذئب إذا بقينا هكذا سوف نهلك من الجوع. هل لك من حل؟
رد عليه الذئب: سوف أتدبر أمري. نظر إلى جانبه فرأى حمار يرعى في الحقل، قال له إذا أتيت بهذا الحمار أ تستطيع قتله؟ ردّ عليه الأسد بدون شك. و لكن كيف يمكنك إقناع الحمار بالمجيء إلي؟ قال له الذئب هذه مهمتي.
انطلق الذئب تجاه الحمار، و عند وصوله إليه، قال له هناك أسد مريض لا يستطيع الوقوف، ينتظر مصيره، بعثني إليك يريد منك الصلح قبل وفاته.
تعجب الحمار من قول الذئب و قال كيف للأسد أن يطلب السماح مني؟
قال الذئب: نعم هو الذي طلب مني ذلك و أراد الصفح بينكما قبل وصول اجله.
وافق الحمار فذهبا معا إلى الأسد, حيث كان في انتظارهما بشغف. عند وصولهما إقترب الحمار من الأسد فهاجم عليه فأنحرف الحمار عن مساره و لذى بالفرار.
عاتب الذئب الأسد على التسرع في الهجوم على الحمار قبل أن يتيقن من أنه قادر على الإمساك به.
تحسر الأسد على فعلته… قال أخطأت في التقدير للمسافة بيننا فتعجلت في الهجوم، كان علي الإنتظار والتحكم أكثر في نفسي . لكن ما عساي أن افعل، لو يرجع مرة ثانية تأكد أنه لن يسلك مني, و سوف اقضي عليه في الضربة الأولى
الذئب: هل أنت واثق من نفسك؟
الأسد: بكل تأكيد. و لكن كيف لك أن تقنعه بالمجيء مرة ثانية و هو الذي نجى من شري بأعجوبة؟
يستعمل الذئب المكر و الخداع تجاه الأسد و كذا تجاه الحمار
الذئب: سأحاول…
ذهب الذئب إلى الحمار مرة أخرى و هو يتحسر من موقفه تجاه الأسد، فقال له ما هكذا تقام العلاقات يا حمار، لماذا
هربت من الأسد وخذلته؟
الحمار: ألم ترى ماذا فعل؟ أراد أن يقبض علي، إنه ما نسى عاداته.
قال الذئب هذا ليس صحيح بالمرة، الأسد أراد أن يحضنك و يعبر لك عن اسفه لكل ما صدر منه سابقا. فتتصالحا. و لكنك أنت لم تبادله نفس الشعور.
سكت الحمار برهة. صدق كلام الذئب و قال له: فعلا؟ كنت متخوف منه. فظننت أنه هجم علي. و إذا كان فعلا صادق فإني مستعد للرجوع إليه و التحدث معه مجددا.
رجع الذئب و معه الحمار، فوجدا الأسد مطأطأ الرأس واثب على قدميه مستعد للهجوم.
عند وصولهما, اقترب الحمار من الأسد, طالب منه الاعتذار على سوء فهمه له.
رفع الأسد رموش عينيه متظاهر بالعجز و الندم على أفعاله السابقة، و في قرارة نفسه يقدر المسافة المثلى للوثب والقبض عليه.
اقترب الحمار الساذج أكثر من الأسد يهيئ نفسه للعناق. في تلك اللحظة هجم الأسد عليه فمسكه في رقبته، حيث غرس أنيابه فيها، فسقط الحمار أرضا و أرداه ميتا
ابتعد الأسد من الحمار الميت، و من شدة تعبه، قال للذئب إني منهاك من التعب.أريد أن أستلقي و ارتاح قليلا، عندما أنهض أكل قلب الحمار… قيل لي بأنه دواء للشفاء، و الباقي من اللحم يكون لك.
قال له الذئب خذ راحتك لك متسع من الوقت.
ترك الذئب الأسد ليرتاح حيث أخذه النوم، و في الأثناء أكل قلب الحمار.
عندما فطن الأسد من النوم تقدم تجاه الحمار فلاحظ أن قلبه غير موجود، فنادى الذئب متسائلا إن قلب الحمار غير موجود.
ضحك الذئب و قال: ما هذا الغباء؟ أتظن أن للحمار قلب؟ لو كان للحمار قلبا، لما رجع إليك مرة ثانية
العبرة
المكر و الخداع هو سلاح الضعفاء
مقالاتنا المماثلة