نزل ضيف على أحد القرويين في قرية جبلية معزولة ، يعيش أهلها على ما ينتجونه من محصول الفلاحة الجبلية وتربية المواشي، وهم على ذلك راضيين.
كان الضيف و القروي يتحدثان في كثير من الأمور الدنيوية ومصاعب الحياة في القرية. وكان من مرة لأخرى ينادي صاحب الدار زوجته لتناولهما إبريق الشاي.
طال الحديث بينهما، وبدأ الليل يسدل ستاره دون أن يشعرا بذلك، رجعت الماشية التي كانت سارحة بالجوار إلى زريبتها، والدجاج إلى خمها. لم يمض وقت طويل حتى انتبه الديك إلى وجود ضيف في الدار وأرتبكه خوف من بقاءه لوقت طويل في الدار، وكان كل تفكيره مركز على وجود الضيف في الدار وكأن القعدة ستطول بينهما. ظهر القلق على الديك وبدأ يتحرك بين الدجاج في الخمي دون أن يشعر، ويصدر أصوات مزعجة وكأنه يقول للضيف ماذا تنتظر أن تذهب إلى دارك النهار انقضى والظلام بدأ يخيم علينا عليك بالذهاب الآن. لكن القروي وضيفه كانا يتحدثان و يضحكان ولم يباليا بالوقت.
أشتد القلق ب الديك بوجود الضيف خوفًا أن يكون عشاء له.
وبدأ يضرب بجناحيه لعله يلفت انتباه صاحب الدار.
نطقت الدجاجة وقالت للديك خذ مكانك وأسكت.
قال الديك : كيف لي أن أسكت وأن الأمور ستنقلب علي
الدجاجة : ماذا ينقصك؟
الديك : المسألة ليست بنقصان شيء، ولكن بوجود هذا الضيف في الدار.
الدجاجة : ما علاقتك أنت بالضيف، حركتك هذه ستثير انتباه أهل الدار وتسبب لنا مشاكل.
الديك : مادام هذا الضيف موجود في الدار وفي هذا الوقت، أنا لن أكون مرتاح، وأخاف أن تقع مصيبة.
الدجاجة :يا الديك, الضيف جاء لزيارة صاحب الدار، و أنت مالك في ذلك؟
الديك : ألا تعريفين إذا بقي الضيف سوف يعدون له العشاء
الدجاجة : وما علاقتك بعشاء الضيف؟
الديك : ألا تعرفين بأن هذا سوف يدور حول رأسي أنا؟
الدجاجة : لماذا كل هذا الخوف والقلق؟
الديك : عشاء هذا الضيف هو الذي يسبب لي القلق و الخوف.
الدجاجة : يعني أنك ستذبح لتحضير العشاء للضيف
الديك : هذا هو مصيري المحتوم إذا بقي الضيف، سوف أكون عشاء له، وسأنتهي هذه الليلة أنا وريشي بسبب هذه السهرة اللعينة للضيف في الدار.
الدجاجة : إذا ماذا ستفعل؟
الديك : سوف أصرخ وأضرب بجناحي إلى أن ألفت انتباههم وأفسد عليهم السهرة، لعل الضيف ينتبه بأن الوقت فات ويذهب ألى داره، وأنجو بريشي.