تغيرت حياة الناس و أصبحت معقدة، مما أنعكس على الحياة الأسرية. الأولياء كلهم خارج المنازل بسبب متاعب الشغل و مشاكل أخرى كثيرة. إذ نجد بعض الأزواج لا يتلاقون في المنزل لإختلاف وظائفهم و مواقيتها. يتواصلون فيما بينهم عن طريق الهاتف أو الكتابة على القصاصات الورقية و يتركونها على الطاولة بالمطبخ.
صعب العيش في الوقت المعاصر، غلاء المعيشة و النفاقات الكثيرة دفعت أفراد العائلة إلى البحث عن العمل لموازنة مصاريفهم الشهرية. يحدث هذا في الوقت الذي نهتم كثيرا في كيفية زيادة المداخيل المالية. فقد نسينا شيء مهم لنا هو تربية الأولاد، أصبح الأولاد عبء ثقيل على الأسرة. أرهق كاهلهم لعدم التوفيق بين العمل و تربيتهم
الحياة العصرية غيرت الأسرة و الحياة الأسرية
فكر الكبار كثيرا في هذا الأمر و توصلوا إلى فكرة إستحداث مؤسسة تستقبل الأطفال قبل سن الدراسة, سموها الحضانة. فعلا فكرة رائعة تريح الأولياء من عناء الأبناء و التفكير فيهم، إنهم بدون شك في أيادي آمنة داخل الحضانة.
الوقت يمشي و أعمال الكبار تنمو و الأولاد الصغار كبروا. أصبحوا بدورهم موظفون، تجار، و منهم رجال أعمال كل واحد حسب كفاءته و تخصصه.
الأولياء أدركهم السن و تقاعدوا فرجعوا كلهم إلى الديار, إلى من رحمه ربه.
الرجال أصبحوا مسنين مقعدين كثيرا منهم أصيبوا بأمراض مزمنة أقعدتهم،
في النهاية أصبحوا عجزة يحتاجون كلهم إلى المرافقة.
دارت عجلة الزمن، الأولياء أصبحوا عبء ثقيل على أولادهم. يستحيل التوفيق بين العمل و التكفل بالأولياء.
فكر الأولاد بدورهم لإيجاد مخرج يوفق بين الإثنين. توصلوا في النهاية إلى إنشاء ديار العجزة لإستقبال المسنين و غير القادرين على القيام و تلبية حاجيتهم الطبيعية. و هكذا رحب الأولاد بالفكرة و بدؤوا يأخذون أولياءهم العاجزون إلى ديار العجزة, فارحين من التخلص بعبء و ثقل الأولياء عليهم. ويتركون فيها إلى أن يأتي آجلهم الموعود.
هنا تذكر أحد الأولياء و قال :
الأباء يأخذون أولادهم إلى الحضنة،
و الأبناء يتخلصون منهم إلى ديار العجزة.
هذه الحياة العصرية التي أنشأنها من أجل رفاهية البشرية.
اقرأ أيضا مقالاتنا