قصة مغترب

أروي لكم قصة شاب مغترب سنحت له فرصة الإغتراب إلى فرنسا. عند وصوله إليها إستقر في عاصمتها باريس. كان يعيش مثل باقية المغتربين، مساره اليومي من الفندق الذي يسكنه إلى المصنع الذي يسترزق منه. كان هذا لعدة سنوات قبل أن يتعرف على دروب المدينة و أسرارها.

تعرف على وسط جديد أبهره. معارف جديدة حرفته على عاداته و دفعته إلى تغيير مكان إقامته،

أجرته الشهرية أصبحت لا تكفيه.  إذ يحتاج إلى مصاريف إضافية، فكر في الأمر كثيرا. أخيرا  بادرت إليه فكرة جديدة هي ترك العمل بالمصنع و البحث عن مصادر مالية أكثر ربحية. فاهتدى إلى إحتراف السرقة و العمل في الملاهي الليلية و كذا تبديل العملات. عمل سهل و خير كثير أحسن بكثير من متاعب المصنع

قصة مغترب

ترك العمل بالمصنع  و إختفى عن معارفه القداماء. بدأ عمله الجديد,  ذات صباح أخذ معه مجموعة من الأوراق النقدية المزورة من فئة مائة أورو

دخل مركز تجاري هدفه تغيير العملة. إشترى قارورة ماء و أتى إلى عونة القبض. قدم لها ورقة مالية من فئة مائة أورو. إعتذرت منه و قالت يا سيدي ألا يوجد عندك الصرف من الفئة الصغيرة.

قال لها هذا شأنك أريد قارورة ماء وكفى.

سمع عون أمن كان بالجوار الكلام الدائر بينهما، و لاحظ بأن جيوبه تبدو مملؤوة فطلب على الفور أعون شرطة. قال لهم يوجد عندنا بالمركز التجاري عنصر مشكوك فيه، الرجاء منكم الحضور فورا.

الحياة بسيطة في القرية. يتزوج المرء وهو صغير و ينجب أطفالا كثيرة. يقضي طوال حياته يبحث عن تأمين لقمة عيشهم.

بعد ذلك تدخل عون الأمن بينهما في إنتظار وصول رجال الشرطة. وصلت الشرطة عزله في مكتب خاص في المركز معد خصيصا للفحص. فوجدوا عنده كمية كبيرة من عملات أقل من مائة أورو و مجموعة أخرى من الأوراق المالية المزورة من فئة مائة أورو. إقتدوه  مباشرة إلى الحبس الإحتياطي ثم تم تقديمه إلى العدالة فحكم عليه بالطرد النهائي من فرنسا.

قصة مغترب

بعد رجوعه إلى الجزائر, إستقر بعاصمتها و كان يقول بأنه وجد عمل يسترزق منه.

ذات يوم ذهب إلى القرية لزيارة أهله ومكث فيها عدة أيام. وذات مرة كان يتحدث مع الشباب. قال له أحدهم لماذا لا تتزوج مادام لك عمل ثابت. إنك متقدم في السن عليك بتأسيس دار الدنيا تستأنس إليه وتشعر فيه بالإستقرار.

سكت برهة وضحك ثم قال لا يوجد شيء أسهل هنا أكثر من الزواج.

إلتفت حوله فرأى واحد من بينهم ضعيف البنية و ناقص عقل لا عمل له, متزوج وله إبنين. و قال: لو لم يكون الزواج سهل، هذا الذي أمامكم لا يتجوز أبدا طول حياته.

و أستطرد يقول الحياة هنا بسيطة. يتزوج المرء هنا وهو صغير السن. عندما يبلغ خمسة و عشرون سنة يكون قد أنجب عشرة أطفال. يقضي طوال حياته و هو يبحث عن تأمين لقمة عيشهم اليومية. أكثر من هذا فهو يوصي أبناءه على الزواج المبكر مثل أبيهم لإكثار الفقراء و دوام حالهم على الفقر.

 اقرأ أيضا مقالاتنا 

وراء كل رجل عظيم إمرءة

المعرفة تساوي قيمتها ذهبا

دعاء أم لإبنها

عن Yazid

شاهد أيضاً

حــذاري من تحــريك الوتــد

إقترب موعد رحيل إبليس، و ترْك المكـان. فقــال لأبنـاءه لـن نـرحــل قبـل فعـل شئ فيهـم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *