القاضي و زوجته

يحكى أن قاضيا تزوج سرا على زوجته الأولى، و كان كلما تاخر في عمله، أو غاب عن المنزل إلاّ و إمراءته تراودها شكوك فيه. و عند وصوله إلى المنزل، تعاتبه و تصارحه بما يراودها من شكوك. إذ تقول له إن معاملتك تجاهي تغيرت بكثير. و أن تأخراتك عن الدار كثرت.

في السابق لم تكون لك مهام تنجزها بعيدا عن الدار.

نفسي تقول لي بأنك تزوجت عليّ، و أريد منك الصراحة. في كل مرة  يحاول القاضي تبرير ذلك بكثرة الأعمال و المهام خارج المحكمة. و يقول لها بأن الشيطان وسوس في صدرك، ألعنيه و سم بسم الله الرحمان … 

لماذا التفكير في مثل هذه الأمور التي تزيدك غبنا. إطمئني, لا يوجد أي شيئ تغير.

عندما يتعلق الأمر بالإغراء، يمكن للناس أحيانًا أن يكونوا بارعين ليشقوا طريقهم.

أنت الذي تتوقع شيئًا من الآخرين، فاحذر مما تنتظر أنه قد يكون طعمًا لك

و هكذا في كل مرة يحاول القاضي إقناعها و قلعها عن التفكير في الزواج بالثانية. لكن غيابه المتكرر عن الدار ليس من عاداته و تركه للدار شغل بالها كثيرا. و كلما دخل المنزل إلاّ و تقابله بنفس الكلام.

إنك لا تعجبني، و شغلت بالي، أخاف أن أحد لعب بعقلك يا رجل.

يقول لها القاضي إنه الوسواس الخناس الذي سكن ولج عقلك. إهدئ وكوني عاقلة، بعد العشرة الطويلة بيننا و السنين التي قضيناها مع بعض، ألا يكفي كل هذا حتى يوّثق الثقة بيننا.

فكر القاضي مع الزوجة الثانية في كيفية إيجاد الحجة لإقناع الزوجة الأولى بأن زوجها غير متزوج بالثانية.

القاضي و زوجته: قصة تحكي عن قاض يتآمر مع زوجة ثانية لإغراء زوجته الأولى

توصلا إلى فكرة قدوم الثانية إلى دار القاضي.

و ذات مرة آتت الزوجة الثانية إلى الدار تطرق الباب، فتحت زوجة القاضي الباب و وجدت إمراءة, تسألها عما تريد. فقالت المراءة: إني أريد التحدث مع القاضي و أستشره في قضية تخصني.

قالت الزوجة ساخبر القاضي أولا، سمع القاضي الكلام و قال من بالباب.

قالت له: إمراءة تريد إستشارتك في أمر يخصها. قال لها القاضي أدخلها قاعة الضيوف، ثم تابعها مع زوجته الأولى، و سألها ماذا تريد مني يا إمراءة.

نطقت المراءة، إني إمراءة متزوجة و لدي أطفال مع زوجي، لكنه في الأيام الأخيرة كنت اشك بأنه تزوج عليّ، و أن سلوكه تجاه الدار تغيّر، و ظل يغيب عن الدار كثيرا و يتأخر بعد الدوام.

أفكر سيدي القاضي بطلب الطلاق منه، و بماذا تفيدني به.

قال لها السيد القاضي، إنه الإبليس الملعون لعنة الله عليه لا يريد و لا يهدأ باله طالما الإثنين معا .

إنه يريد أن يفرق وحدتكما، حذاري من ألاعبيه.

ضحك القاضي و قال سوف احكي لك قصتي مع زوجتي الحبيبة، إن هذه القصة تكاد أن تكون مطابقة علينا. إنها كلما تأخرت في الرجوع إلى الدار، إلآّ و تقول بأنك كنت عند زوجتك الثانية.

و أنك تزوجت عليّ. الشيطان لعب بعقلها و أخرجها عن الصواب، و أصبحت لا تثق في زوجها الذي قاضت معه طوال عمرها.

أما أنا فأقولها أمام الجميع، إذا كنت متزوج بإمراءة ثانية خارج هذه القاعة فهي طالقة بالثلاث، كررها القاضي ثلاث مرات.

هنا فرحت الزوجة الأولى و ضحكت من عمق قلبها عند سماع كلام زوجها المخلص و الوافي، و قامت دون أن تشعر وحضنته عربنا لوفائه لها و أنها كانت على خط ء.

ضحك القاضي و زوجته الثانية على نجاح خطتهما الشيطانية.

العبرة

    تعلم يا إبن إبليس في كيفية تسيير الأمور من أبيك    

من بين مقالاتنا المماثلة:      

وراء كل رجل عظيم إمراءة

عن Yazid

شاهد أيضاً

حــذاري من تحــريك الوتــد

إقترب موعد رحيل إبليس، و ترْك المكـان. فقــال لأبنـاءه لـن نـرحــل قبـل فعـل شئ فيهـم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *