يحكى قديما أن فلاح فقد حصانه الوحيد، و الذي كان سنده القوي، كان يستعين به في كل أشغاله اليومية، يعتمد عليه كثيرا في إنجاز الأعمال الشاقة.
أظلمت الدنيا حوله و لا يعرف ماذا يعمل، دخل البيت ومكث فيها، ظل يفكر في كيفية إيجاد حصانه.
إنتبه سكان القرية لغيابه و بدأوا يسألون عن أخباره و عن سبب غيابه. و إذا بالخبر وصل إليهم و بأنه فقد حصانه و كان حزنه عليه كبير.
أخذ سكان القرية يزورونه و يوسونه و أن الله سيعوضه بما هو أحسن
و كان يقول لهم من يدري؟
راحت الأيام و الأشهر، يأتي النباء المفرح، و إذا بالحصان رجع إلى الدار و معه مجموعة من الأحصنة البرية، فرح الفلاح كثيرا بما أرزقه الله.
سمع أهل القرية بالخبر, فرح الجميع و ذهبوا كلهم إليه كي يهنؤونه بما عوضه الله.
قال الفلاح و من يدري؟
ماضت الأيام و الأشهر, أراد إبن الفلاح أن يروض الأحصنة البرية، فراح يرّكب سرج على ظهر إحداها.
ركب الحصان البري و أطلقه للمشي، وضعية لم يتعود عليها الحصان، أصابه الهيجان و أخذ يقفز إلى الأعلى ويرفس و لم يهدأ إلاّ أن أسقطه أرضا و ركله.
أصيب الولد بالكسور في أطرافه السفلى و لم يعد يقوى على الوقوف.
سمع أهل القرية بما حدث فراحوا إلى الدار ليشاركوه في ما أصاب ولده.
قال الفلاح : و من يدري؟
ذات يوم أتت رجال الدرك إلى القرية من أجل أخذ كل شباب القرية إلى الثكانة العسكرية لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية، فأخذوهم جميعا بإستثناء إبن الفلاح، لأن حالته الصحية لا تسمح له بذلك.
خلاصة القول
صدق المثل الذي يقول ربّ مصيبة تأتي إلاّ و وراءها فرج و منفعة للأهل