المكافاءة

يحكى أن فلاحا له أراض شاسعة بعيدة عن القرية، يذهب إليها كل صباح قصد فلاحتها. و كان يستعين في خدمة الأرض بثنائية من الثيران لقلب التربة. عند غروب الشمس يرجع إلى داره و يترك الثيران في الزريبة.

هكذا كانت حياته. في إحدى الأيام عندما وصل إلى الضيعة، كانت المفاجاءة  لم يجد أحد الثيران. بحث عليه في كل المنطقة المجاورة و لم يجده.

في اليوم الموالي نزل الفلاح إلى السوق لشراء ثور آخر قصد تشكيل ثنائية جديدة. لكن الأسد كان له بالمرصاد، تركه إلى أن رجع إلى داره ففعل فعله، إذ قتل الثور و أكله. عند وصول الفلاح إلى الضيعة أصيب بخيبة أمل. فقد كل المعنويات التي يملكها من النشاط، و روح الدعابة، و التفاءل في الحياة.

قعد تحت شجرة يتحسر و يفكر في ماذا يفعل؟

رأه ذئب مار أمامه، فسأله ماذا أصابك يا رجل؟  

    رد عليه الرجل يوجد في هذه المنطقة أسد افسد حياتي. يبقى يتربص بي، يتركني إلى حين رجوعي إلى منزلي يتسلل إلى الضيعة فيتعدى على الثيران و يأكل إحداها. لا أعرف ماذا أفعل معه.

قال له الذئب سأتدبّر عليك و أنهى مشكلتك.

فقال الفلاح يا ليت تجد لي حلا نهائيا

قال له الذئب أبقى في الضيعة إلى أن يظهر الأسد. ثم أبد بالصياح بأعلى صوتك يا قاهر الأسد إنه هنا، تعالى يا بطل، إنه هنا.

يساعد الذئب الفلاح في التخلص من الأسد لكن المكافاءة كانت مفاجئة ومخيبة للآمال

عندما يسمع الأسد يتخيل له بأن هناك من هو أقوى منه.

ثم يأتي إليك طالبا النجدة، فلا تخاف منه، أثناء وصوله إليك يحاول الاختباء، يرقد أمامك و يحاول إخفاء رأسه. في ذلك الحين تكون قد جهزّت نفسك و حضرت فأس حاد تضربه و تشق رأسه إلى إثنين. بذلك تتخلص منه إاى الأبد.

أخذ الفلاح بنصيحة الذئب و تخلص من بطش الأسد، فأراد بذلك مكافأته.

قال الفلاح للذئب غدا سوف أحضر لك مكافأة جزاء لعملك. عندما وصل الفلاح إلى منزله ذبح خروف كبير و سلخه و نظفه ثم أدخله داخل كيس. رأته امرأته و لا تدري لماذا يفعل ذلك، تركته إلاّ أن أخذه النوم. ذهبت إلى الكيس و فتحته أخرجت منه الكبش المذبوح و وضعت بدلا منه كلبهم، بعد تخديره.

     يتميز هذا الكلب بالحجم الكبير و اللون الأسود و جحوظ العينين، و هو شريس الطبع،

يطلق عليه إسم الشر.

في اليوم الموالي نهض الفلاح كعاداته باكرا، أخذ معه الكيس, معتقدا أن به المكافاءة قاصدا الضيعة، عند وصوله وجد الذئب في انتظاره،

 فقال له الفلاح إني لا أخلف الميعاد و وفيت بوعدي.

فتح الكيس لإخراج الكبش، فوجد الكلب قد فاق من نومه. خرج منه و وجد أمامه الذئب، أخذ ينبح فهرب الذئب فتابعه الكلب وراءه ظل ينبح و يطارده. تفاجأ الفلاج بذلك و ظل ينادي الكلب يا شر إرجع إلى هنا.

سمعه الذئب، فقال له عندما فعلت لك الخير كنت أعلم أنك ستقابلني بالشر، جزاء لفعلي

اعطي رأيك حول قصة المكافاءة أدناه

اقرأ أيضا قصصنا

لكل مقال مقام

البخيل و إبنه

و قصص أخرى مماثلة عن الثقافة

عن Yazid

شاهد أيضاً

الدرس

الدرس

أنا غير نادم على ما أقدمت عليه ….. لكني وقعت في ملعب لا أحسن اللعب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *