كان رجل له بنتين، زوّجهما، واحدة لصانع الأواني الفخارية، والثانية لفلاح
ذات يوم قرر أن يزورهما لطول مدة غيابهما عنه،
في الصباح الباكر لليوم الموالي، رتبت الزوجة أمورها، فتوكلا على الله. عند وصولهما إلى بنتهما الأولى، رحبت البنت بهما و كان فرحها كبير لرؤيتهما على عتبة الباب، و كذلك زوجها. بعد الدخول إلى الدار.
سألها والدها عن أحوالهم، ردت البنت الحمد لله يا أبي، أمورنا ستتحسن إن شاء الله، هذا العام أستدان زوجي قليل من المال وكذا إستأجر قطعة أرض سوف يفلحها، فإذا كان الموسم جيدا
و أنعمنا الله بخيره من الأمطار، سوف تكون الغلة كثيرة و المحصول وافر. سيتحسن وضعنا المالي إن شاء الله.
قال الوالد بمشيئة الله سيكون هذا العام كثير الأمطار و يتحسن الموسم و كذلك أموركم. أكثروا من دعائكم لله.
ودعا الوالدين عائلة إبنتهما، قاصدين البنت الثانية في القرية المجاورة.
عند وصولهما طرق الوالد الباب فإذا بإبنته تفتح و تتفاجئ برؤية والديها أمام الباب
ابنتا نفس الرجل أحدهما تتمنى أن يمطر و الأخرى أن يستمر الجفاف:مطالب الناس مختلفة و متناقضة
إستقبلتهم بكل فرح. و قالت إني مشتاقة إليكم يا أبي… نزلت من عينيها دموع الفرحة، دخل الجميع إلى الدار، ثم سألها والدها كيف حالكم يا بنتي؟
ردت البنت: إننا بخير يا أبي و الحمد لله، هذا العام أستدان زوجي قليل من المال من عند أحد أقاربه، و كذلك أستأجر قطعة أرض، ترابها من الغضار، صالح لصنع الأواني الفخارية
فإذا بقي هذا الموسم هكذا, صيفا و الطقس حارا, دون أمطار موسمية، سوف تكون جميع الأواني صالحة و قابلة للبيع، سينعمنا الله بخيره.
قال الوالد بإذن الله سيكون ما تترجونه من الله.
بعدها أستأذن الوالدين من بنتهما و زوجها بالرحيل و العودة إلى منزلهما.
في الطريق قال الرجل لزوجته، هل لاحظت شيء في البنات، ردت الزوجة، ما بهم البنات يا رجل؟
قال الزوج بنتنا الأولى المتزوجة بالفلاح تتمنى من الله تعالى أن يمطر السماء ماءا كثيرا لإرواء الأرض و ينبت الزرع.
أما الثانية تريد من الله أن يستمر الجفاف و كذلك الجو حارا و الطقس صيفا حتى يجف الفخار و تصبح الأواني جاهزة و صالحة للبيع.
بنتان فقط لهما مطالب مختلفة و متناقضة من الله عزّ وجلّ، تريد كل واحدة أن تتحقق مطالبها، و توجه قدرة الله على مشيئتها.
تصوري يا زوجتي مطالب الناس، كل واحد يريد أن تكون مقدرة الله على هواه و على ما يريد هو فقط و لا يعير أي إهتمام للآخر، هو جشع و أنانية الإنسان. لا يحب الخير إلاّ لنفسه و يرغب في توجيه مشيئة الله على أهواءه.
اعطي رأيك حول قصة مطالب الناس أدناه
اقرأ أيضا قصة متى يأتي يوم الغد و قصص أخرى عن المجتمع :