يحكى قديما أن رجلا ثريا بالقرية، له ثنائية من الثيران، قطيع من الغنم، و كذلك أراضي فلاحية، كما أن له خمسة رجال و بنت واحدة.
مكانته الإجتماعية محترمة، تأثيره في القرية قوي. كان يشغّل مجموعة من الناس يسترزقون عنده في فلاحة الأرض و رعي القطيع، يشتغلون عنده كعبيد من طلوع الشمس إلى غروبها مقابل رغيف من الخبز أو كمية من الدقيق.
هذا الرجل كان يعتني بإبنته كثيرا، و تربت على يديه، و كانت تلازمه في الدار
و حبه لها كبير.
الفقراء يخمنون ماذا تعطي الثروة ، والأغنياء لا يعرفون ماذا يعني الفـقــر
(مثل صيني)
للتذكير أن من عادات أثرياء القرى فهم يزوجون بناتهم و أولادهم بفقراء القرية من الطبقة الكادحة قصد إستغلالهم في مختلف أشغالهم اليومية.
زوّج الرجل بنته بإبن أحد فقراء القرية، البنت التي تربت في العز و الكرم تغيرت أحوالها
أضحت تعاني من العوز و الحاجة.
ذات مرة قالت لزوجها راقب من بعيد عودة قطيع أبي من المرعى ،
قم بخطف الكبش ، حذاري من أن يراك أحد .
نفذّ الزوج ما أمر به ،
في الصباح الباكر تفطن الأب إلى فقدان الكبش من القطيع، فنادى الجميع للبحث عنه.
أثناء البحث أسترعى إنتباه الرجل أن صهره قام بشرب الماء في أول ينبوع من الماء الذي صادفوه، ثم واصلوا البحث فوجدوا ينبوع ثاني فقام الصهر بالشرب مرة ثانية.
هنا توقف الرجل فقال إن هذا قد اكل حتى الشبع ،
نادى الرجل الجميع فأذن لهم بالرجوع إلى الديار فإن الكبش قد وجدته، تحيّر الجميع من أمر الرجل. عند وصول الرجال إلى ديارهم، سمعت بنته بذلك أدركت أن أباها سوف يتفقدها،
أخذت رأس الكبش نظفته و قامت بقلع أنفه ثم وضعته في وسط الدار.
بعد حين وصل الأب إلى دار إبنته. عند دخوله سقط نظره على رأس كبش وسط القاعة منزوع الأنف. مشهد لم يتوقعه، تأثر به كثيرا.
فقال لإبنته بهذا المشهد قلت كل شيئ يا إبنتي، قلت كل ما لا يمكن قوله.
بكت البنت فإرتمت في حضنه، فقالت الحاجة يا أبي ليس لها الآنافة (الأنف).
رد عليها الأبُ و قال لعنة الله على الفـقــر فهو اساس جميع الآفات الإجتماعية.
هل اعجبتك القصة ؟ أكتب تعليقك أسفل .
إقرا أيضًا