هذه القصة مستوحاة من التراث الأمازيغي. يحكى فيها أن هناك طفل مدلل في عائلة ميسورة الحال. خرج ذات يوم من الدار فراح يلعب في وحل وجد فيه ضالته دون أن يدري بمخاطر تنتظره في هذا الوسط المتعفن. رأه ديك الحارة في تلك الوضعية متسخ الثياب والأيدي. كان يركض داخل الوحل ويدس برجليه من لحظة إلى أخرى متعاليا صوته من شدة الفرح. فكان يطارد ديدان الأرض تبدو له براقة نتيجة إنعكاس أشعة الشمس عليها. ،
فرحة الطفل كانت كبيرة، يبحث عن من سيشاركه الفرح.
سمع الديك الصوت فرفع رأسه تجاهه. رأى طفل داخل مستنقع من الأوساخ يلعب ويركض تارة وأخرى يمد يداه إلى الأرض. أخافه هذا المنظر فأقترب منه طالبا منه مغادرة المكان فورا و الذَّهاب إلى المنزل لتغيير ملابسه وغسل جسمه في الحين،
لكن الطفل رفض وصرخ في وجهه، أتركني لوحدي، وما شأنك أنت؟
سمع أهل الدار صراخ إبنهم وكان خوفهم عليه كبير. خرجوا كلهم تجاهه، إذ وصل الوالد أولا إلى المكان وجد ابنه مع الديك يتخاصمان.
قال الوالد على الفور ما بك يا ولدي. نطق الطفل متباكيا شاكيا لوالده. كنت ألعب هنا وحدي مع الديدان لم أضايق أحد فجاء هذا الي. طلب مني مغادرة المكان فورا و الرجوع إلى المنزل، وهذا ما لا أقبله.
طلب الوالد من الديك الإستفسار، هل ضايقك الطفل؟
قال الديك بصوت منخفض كله حزن و خوف إني خائف عليه أن يصاب بمكروه. هذا الوسط أعرفه جيدا، متعفن فيه مخاطرة كبيرة، ولهذا أريد أن أبعده عنه.
قال الوالد ما علاقتك بالطفل، ولماذا أنت خائف عليه؟
أجاب الديك بصوت متثاقل، إذا مرض الطفل في الليل سوف تلجؤن إلى الديك لذبحه فداءا
وطالبا الشفاء له، ولهذا أريد أن يكون الطفل في صحة جيدة ومعاف من كل أمراض، حتى أنقذ حياتي وأبقى أعيش لأيام أخرى.