يعتبر التلوث بالمواد المشعة من اخطر أشكال التلوث ذو التأثير العالمي ، والذي يؤدي إلى تلوث الماء ، الهواء والتربة . إن التعرض الطويل لأشعة الشمس يؤدي إلى ما يسمى ضربة الشمس والتي تكون قاتلة في بعض الأحيان. ويأتي خطر أشعة الشمس من وجود الأشعة فوق البنفسجية فيها .
و الأشعة فوق البنفسجية إذا أستعملت بشكل معتدل وتحت إشراف طبيب. تقود إلى تنشيط وظائف الجلد والدم والغدد ذات الإفراز الداخلي والجملة العصبية وتولد الفيتامين فتساعد على نمو العظام وغيره .
وإستعمالها بصورة إعتباطية ولفترة طويلة يقود إلى أضرار مختلفة كحروق الجلد والأكزيما وإلتهاب وضررالعيون …..
إن الأشعة الضوئية المرئية هي أشعة كهربائية مغناطسية وكذلك الأشعة فوق البنفسجية هي أيضا كهربائية مغناطيسية ولكن طول موجتها أقصر من الأشعة المرئية ، وهكذا يزداد خطر الأشعة كلما قصر طول موجتها . فأشعة روتنجن ( الأشعة السينية ) هي أيضا أشعة كهربائية مغناطيسية ولكن طول موجتها أقصر من طول موجة الأشعة فوق البنفسجية . وبالرغم من فوائدها المتعددة في الطب فإن لها أخطار كبيرة ، ففي سنة 1922 أدت إلى وفاة حوالي مئة طبيب راديولوجي ، بالإضافة إلى إصابة العديد من المشتغلين بالأشعة السينية ، من أطباء وممرضين وممرضات بعاهات مختلفة كالصلع والعقم والعمى والأورام السرطانية الخبيثة .
بعد إكتشاف النشاط الإشعاعي في أملاح اليورانيوم ، ومن الراديوم وغيره من العناصر المشعة بدأت الإنسانية في مرحلة جديدة من الأخطار ، وهي أخطار الإشعاعات النووية ، وأزداد هذا الخطر بشكل كبير إعتبارا من عام 1945 وذلك نتيجة لإجراء وإستعمال القنابل النووية ، وإجراء التجارب على القنابل الهيدروجينية ، وكذلك على الأسلحة النووية بالإضافة إلى المحطات النووية وغيرها .
يزداد خطر الأشعة الكهرمغناطسية كلما قصر طول موجتها
من أكبر الأدلة على أخطار التلوث بالمواد المشعة، نذكر الإشعاعات النووية التي سببت كارثة إحدى المحطات النووية عام 1957 في أنكلترا حيث تلوث الهواء وبكميات كبيرة باليود ( )و ( ) والسيسترونيوم ( ) . وتبين التركيز الأعظمي لهذه المواد المشعة كان على بعد 3،2كلم عن المحطة ، وقد وجدت العناصر المشعة في حليب الأبقار ( وبتركيز 1،4*10-6كيوري/ليتر ). ونتيجة لذلك لم يستعمل الحليب الذي أعطته الأبقار والتي تعيش على مساحة تبعد ب 500كلم2 . تعرض في عام 1958 ستة علماء اليوغسلاف في مركز الدراسات النووية في فينكا ( ) . لإشعاعات غاما ( ) وللنترونات الصادرة عن مفاعل ذري أثناء إجراء بعض التجارب . فمات أحدهم وأصيب الآخرون فتم نقلهم إلى مستشفى كوري بفرنسا .
لقد دلت الإحصائيات على أن القنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على مدينتي هيروشيما و ناغازاكي في اليابان أدت إلى التلوث بالمواد المشعة ، و سببتا وفاة عدد كبير من السكان. و الذين نجوا من أخطار الإنفجارات ، لم ينجو من أخطار التعرض للإشعاعات النووية. التي ظهرت آثارها القاتلة فيهم بعد بضع سنين من تاريخ الإنفجار .
يتشكل عند إنفجار قنبلة ذرية واحدة حوالي 200 عنصر مشع و الغبار الذري المتشكل يسقط على الأرض حيث يلوث ويعتبر من أهم مصادر التلوث بالمواد المشعة .التربة والنبات والإنسان
ويسقط الغبار الذري بسرعة تتوقف على حجمه وثقله . فالإشعاعات الأولية والتي تتألف من جزيئات كبيرة على شكل ذرات غبارية تقع في منطقة التفجير وخلال ساعات من التفجير ، أما الغبار الذري الذي يتألف من جزيئات صغيرة فيقع في الطبقة السفلى من الأتموسفير ويمكن أن ينتقل بواسطة الهواء إلى آلاف الكيلومترات وأخيرا يسقط على الأرض خلال ( 1 – 5 ) أيام ، أما الغبار الذري الدقيق ( أجزاء من الميكرون ) فيبقى معلقا في الطبقات المتوسطة والعليا من الأتموسفير ويدور هذا الغبار مع تيارات الهواء حول الكرة الأرضية ويترسب في النهاية على الأرض خلال عدة سنوات .
الإشعاعات الذرية أو النووية
- 1 أشعة ألفا
تتألف من جزيئات مشحونة كهربائيا ، وهي نويات الهليوم ، كما تبعث من بعض النظائرالمشعة أثناء تفككها . ونظرا لكونها ذات سرعة ضعيفة نسبيا وتحمل شحنات كهربائية فإنها تحدث تشريدا كثيفا على طول مسارها ، أي تولد شوارد إيجابية وسلبية ، وعمق نفوذها في المادة وفي النسج الحية ضعيفا . ولاتستطيع أن تنفذ أكثر من أجزاء المليميتر في أي من النسج الحية .
- 2 أشعة بيتا
تتألف من إلكترونات تتحرك بسرعة كبيرة جدا ، وتنطلق من نويات بعض النظائر المشعة ، ونظرا لكونها مشحونة كهربائيا فإنها تشرد المادة التي تجتازها ، نفوذها داخل النسج الحية أكثر من أشعة ألفا ويصل حتى 2 سم أو أكثر .
- 3 أشعة غاما
وهي إهتزازات كهربائية مغناطيسية تنطلق من نوى بعض العناصر المشعة ، ونظرا لكونها غير مشحونة كهربائيا ، فإنها تشرد المادة تشريدا غير مباشر ، وذلك عن طريق طرد إلكترونات سريعة جدا من المادة التي امتصتها . تستطيع أشعة غاما إجتياز النسج الحية .
- 4 الأشعة السينية
أو اشعة رونتجن ، وهي أشعة كهربائية مغناطيسية ، وتفاعلها مع المادة وتأثيرها على الأنسجة الحية يشبه تفاعل وتأثير أشعة غاما .
والأشعة السينية المستعملة في الطب للتشخيص ذات طاقة ضعيفة لذا يكون نفوذها في الأنسجة الحية أقل بكثير من أشعة غاما .
- 5 النترونات
تتركب النواة في كل ذرة مهما كانت طبيعتها من نترونات وبروتونات .
النترونات هي جسيمات معتدلة كهربائيا ، أما البروتونات فذات شحنة كهربائية إيجابية ، وعند إنفجار النواة تتغير مركباتها من البروتونات والنترونات ويحدث ما يسمى بتدفق النترونات . والنترونات تشرد المادة والنسج الحية تشريدا غير مباشر .
- 6 الأشعة الكونية
هي أشد الإشعاعات النووية نفوذا في المادة والنسج الحية . وهي ذات منشأ كوني ( أي خارج الكرة الأرضية ) وتتولد من جزيئات ثقيلة تأتينا من النجوم والكواكب ، ولكن شدتها غير خطيرة على الكائنات الحية .
أخطار الإشعاعات النووية
تتميز المواد المشعة الناتجة عن التفجيرات النووية وغيرها بأنها ذات نصف عمر مختلف . فتلك ذات نصف العمر القصير قليلة الخطورة حيث تفقد سرعة قدرتها الإشعاعية . أما تلك ذات نصف العمرالطويل (أحيانا مئات السينين ) فهي ذات أخطار دائمة .
تمتص المواد المشعة من قبل الكائنات الحية وخاصة الأسماك والطيور وكذلك الإنسان ، حيث تتركز في جسمها وتؤدي إلى أضرار كبيرة . ومن أخطر العناصر المشعة السترونسيوم ، والذي يمتص بشكل خاص من قبل العظام ، ويسبب تشكل السرطان وإبيضاض الدم .
ويمتص جسم الأطفال السترونسيوم أكثر من الكبار ب (10 – 15 ) مرة ، لدرجة أن بعض العلماء يعتقدون أنه لايوجد طفل في العالم إلا وفي عظامه السترونسيوم ، ينتقل من النبات إلى الحيوان ومنه على الإنسان .تبلغ الجرعة المميتة للإنسان من الإشعاعات 600 رنتجن .
إذا تلقى جسم الإنسان 600 رنتجن خلال بضع دقائق فإنه يموت خلال بضعة ايام أو أسابيع ، أما إذا تلقى عضو من أعضائه هذه الكمية ، لايموت الإنسان وإنما يصاب العضو وحده وتتشكل الحروق والأكزما والسرطان .
وقد دلت الدراسات على أن الذين يداومون على مراقبة صحتهم ، أصيبوا بسرطان الصدر لكثرة ما تعرضوا لأشعة رتنجن ، ذلك عند فحصهم وتنظيرهم بلأشعة السينية .
دلت الإحصاءات في اليابان على أن نسبة المصابين بالسرطان الدم من بين سكان هيروشيما وناغازاكي الذين نجوا من خطر القنابيل الذرية هي أعلى وبكثير من نسبة المصابين بسرطان الدم من السكان الذين لم يتعرضوا أبدا لفشعاعات النووية .
وقد ظهرت أعراض سرطان الدم عندهم بعد مرور عدة سنوات من تاريخ الإنفجار، هذا يدل على أن خطر الإشعاعات النووية لايظهر فورا وإنما قد يظهر بعد فترة من تاريخ التعرض للإشعاعات .
ومن أخطر تأثيرها هي الأخطار الوراثية والتي تمثل بإنجاب أطفال مشوهين جسميا أو عقليا .
الإشعاعات الذرية هي جزيئات متناهية الصغر ، تسير بسرعة كبيرة جدا تتساقط على الأشخاص الذين يعترضون طريقها ، وتنفذ إلى الجسم بكل سهولة .
اعضاء الجسم ليست متساوية الحساسية لهذه الإشعاعات و أكثر الأعضاء حساسية هي :
- الأعضاء المكونة للدم
- الجهاز الهضمي
- الجلد
- الغدد التناسلية
الأعضاء المكونة للدم
وهي مخ العظام والعقد اللمفاوية والتي تشكل الكريات الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية التي تمكن الدم من التخثر .
وتخريب الأعضاء المكونة للدم يؤدي إلى :
قلة الكريات الدموية الحمراء ويحدث فقر الدم
تقل الكريات الدموية البيضاء وتضعف مقاومة الجسم
قلة الصفائح الدموية تقود إلى إضطراب في تخثر الدم ويحدث نتيجة لذلك النزيف من الأنف والفم والرئتين والمعدة والأمعاء وغيرها …..
الجهاز الهضمي
تتركز الإشعاعات على طول الجهاز الهضمي ، وتحدث تقرحات في جدار المعدة والأمعاء . وتتشكل الأتنات بسرعة وتحدث إضطرابات هضمية على شكل غثيان وقيء وفقدان تام للشهية وإسهالات وغالبا ما تكون مختلطة مع الدم .
الجلد
يظهر تأثير الإشعاع في الجلد وذلك بسقوط الشعر بعد أسبوعين من التعرض للإشعاع ويستمر ذلك إلى ثلاثة اسابيع أو اكثر .
الغدد التناسلية
إصابة الأعضاء التناسلية للرجال بالإشعاع الذري تسبب له العقم الذي غالبا ما يكون مؤقتا .هذا لايؤثرهذا العقم على القدرة الجنسية لدى الجنسين .كما تصاب المرأة بالعقم المؤقت ويرافق ذلك في إضطراب العادة الشهرية ،وقد يتوقف الطمث وترتفع الحرارة .
أما المرأة الحامل المصاب بالإشعاع تجهض . هناك بعض الدراسات تشير بأن الرجال والنساء المصابين بالعقم المؤقت نتيجة الإشعاع قد ينجبون أطفالا مشوهين .