أسمع كلمة “لجنة القرية” كثيرًا ما تصل إلى حد استبدال كلمة “ثجماعث”. ربما لمنحها صوتًا حديثًا؟ أو إخراجها من دائرة القرية من أجل إعطائها صوتًا على الساحة الإدارية ، ولا سيما في مواجهة هيئات الدولة مثل البلديات
في هذا المقال ، أود أن أعطي وجهة نظري حول هذا الموضوع وأظهر أنه لا يمكن اختزال “تجمعاعت” في لجنة قروية
.
في الواقع ، اللجنة هي اجتماع للناس لغرض ما وللاهتمام بشؤون معينة. وبالطبع تهدف اللجان والجمعيات القروية إلى تنظيم هذه الأخيرة والعناية بشؤونها الخاصة. ومع ذلك، ما يمكن ملاحظته هو أن اللجان القروية ظهرت وانتشرت بحيث يكون للهيئات الحكومية محاور في شكل تعترف به الحكومة وتوافق عليه. ومن هنا الاختلاف الكبير بين هذين الشكلين من الحكم والإدارة في قرانا.
تجماعث متجذرة في الثقافة
ثجماعث ظهرت قبل ظهور الدولة الجزائرية كما نعرفها اليوم.
ثجماعث هي مؤسسة خيرية مؤلفة من جميع رجال القرية الواحدة وكذا الشباب البالعين سن الرشد . يختارون أثناء الإجتماع واحد من بينهم ويكلفونه بتسيير و القيام بشؤون القرية ، يصبح هذا الأخير يحمل إسم أمغار تادرث و في بعض المناطق يسمونه ب لامين تادرث ، عادتا ما يكون رجل كبير السن حكيم ذو كلمة سديدة في القرية فصيح اللسان ،عادل في الأحكام ذو مكانة محترمة بين الناس ، يحب الخير للجميع قادر علي مساعدة الغير ماليا وخدمتا ومعنويا ، و يتوسط بين الناس في عمل الخير و فك الخلافات .كلمته مسموعة لدي الجميع وهو محل الطاعة من الجميع.
ثجماعث تدير و تسير شؤون الناس في القرية عوضت غياب الدولة في هذه المناطق فهي تسيير و تحكم في نزاعات القرويين ، ترسي قواعد حسن سلوك الناس ، وتعاقب في حالة التعدي ، وكل الناس راضيين علي الحكم المتخذ . تنظم التجمعات لجماع العامة لمناقشة مشاكل وإ نشغالات القرية و خدمة الجماعة
لذلك فهي مستقلة تمامًا عن الدولة على عكس اللجنة أو الجمعية التي هي عنصر مشتق من الولايات لأنها تخضع لموافقات الدولة
بالإضافة إلى ذلك ، فإن ثجماعث هي ثقافة متجدرة في الأخلاق التي أثرت علي سلوك الناس في المنطقة. تستمد الكثير من الكلمات و الممارسات مثل القول عن شاب بلغ سن الرشد يدخل إلي ثجماعث
تنظم تجماعت أعمالًا ذات منفعة عامة والتي يطلق عليها اسم “خدمة ثجماعث”: إصلاح الطرقات ، القيام بدفن الميت. وتنظم اجتماعات عامة يسمي لجماع .يقترحون و يوافقون أثناء الإجتماع علي بعص القوانين و تسن في الآخير قوانين عرفية تتحكم إليها الجماعة. بالإضافة إلى ذلك, تجمع حقوق الإشتركات لكل من دخل في ثجماعث.
الخاتمة
لجنة القرية بعيدة كل البعد عن التعبير عن معنى ثجماعث ، لأن ثجماعث رمز ثقافي يشهد على قدرة سكان القرى لدينا على إدارة أنفسهم وإدارة شؤونهم.
هذا لا يعني أنه لا ينبغي وجود لجان قروية في قرانا. على العكس ، يجب أن نشجع هذه الهياكل التي لها أدوار تلعبها في مجتمعنا, وعلينا أن نشجع شبابنا على المشاركة فيها مع الحفاظ على طرقنا في إدارة قرانا مثل مجلس شيوخ الأثينيين والرومان.