سقط أسد جريحا في إحدى معاركه مع أسد أخر و بقي طريح الأرض لا يقوى على الحركة، مر أمامه حمار فناده إذا كان بإمكانك حملي إلى مكان آخر أكثر أمنا، بينما إذا بقيت في هذا المكان سوف أتعرض إلى الهلاك من شدة الجوع و بطش الحيوانات المفترسة.
وافق الحمار على طلب الأسد، فنقله إلى مكان آمن بعيدا عن الخطر. عند الوصول, استراح الأسد. إلتفت إلى الحمار
وقال له إني جائع، أريد أن أكل.
و بالطبع فالأسد يريد أن يأكل الحمار الذي ساعده.
قال الحمار إني فعلت فيك الخير و لم يمر الكثير من الوقت على ذلك.
رد عليه الأسد: إني جائع, إذا بقيت هكذا سوف أموت من الجوع. لابد أن أكل.
قال الحمار: إن الأصيل لا ينكر فعل الخير.
خجل الأسد من كلام الحمار و قال له، إذا كان هذا القول صحيح ، أسمح لك بالذهاب وإستشارة من تريد بشرط أن تعاهدني بأنك سوف ترجع و لا تستشير الذئب
قصة الحمار و الأسد تدل على الأصالة
ذهب الحمار يبحث عن الاستشارة و أول من صادفه هو الذئب.
رأه الذئب مطأطأ الرأس، و قال له ما بك يا حمار.
نطق الحمار و قال سوف أحكي لك ماحدث لي بالتفصيل مع الأسد، وفي الأخير سمح لي بإستشارة الجميع ما عدا الذئب. قال له الذئب
إرجع إليه و قل له بأن الأصيل لا ينكر فعل الخير إلاّ غير الأصيل.
و لكن سوف يسألك.
ما هو الأصيل عند بني آدم
قل له : السلطان الذي يحكم بالعدل
و يقول لك ما هو الأصيل عند الطيور.
قل له الباز الذي لا يأكل إلاّ من طريدته.
و يقول لك من الأصيل عند الحيوانات.
قل له أنت هو الأصيل لا تظلم أحد.
رجع الحمار إلى الأسد و عمل بنصيحة الذئب
.سمع الأسد كلام الحمار. فكر لحظة و قال إذا كان هكذا لا أبدّل أصلي ببطني. و ترك الحمار و شأنه